الثلاثاء، 7 فبراير 2012

رجل الأعمال الذي عرف بالشعر والرياضة .. محمد العبدالله الفيصل

ترك الوظيفة الحكومية هروبا من المركزية



جدة: سالم سلمان 
كثيرون يعرفون محمد العبدالله كمسؤول رياضي، إلا أن الأغلب لم يعرفوه سوى شاعر غنائي، والقلة من المتابعين هم من يعرفون رجل الأعمال محمد العبدالله الفيصل، الذي تربع على كرسي رئاسة مجلس إدارة «مجموعة الفيصلية» التي تعد اليوم في مقدمة الشركات العملاقة في خريطة الاقتصاد السعودي بمجموعة من المحافظ الاستثمارية المتنوعة والناجحة؛ إذ تبلغ أعداد القوى العاملة في «مجموعة الفيصلية» اليوم نحو 5 آلاف شخص.
ومنذ بداية انطلاقها في السبعينات، أضحت «الفيصلية» بنشاطاتها ومنتجاتها تغطي كثيرا من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي والأردن واليمن وسوريا ولبنان والعراق.
وكان مشروع «ألبان الصافي» واحدا من المشاريع الكبيرة في مرحلة تأسيس «الفيصلية» وتكوينها، ومنذ أن أسس الأمير عبد الله الفيصل، مشروع مزارع «ألبان الصافي» أشفق كثير من الناس على هذه التجربة، حيث إن جلب أبقار هولندية من خارج البلاد وتوطينها للعيش في صحراء السعودية كان عملا يحمل تحديا كبيرا لم يكن يتصوره الناس. ويعد محمد العبدالله الفيصل رئيس مجلس إدارة «مجموعة الفيصلية» أحد المعاصرين لإنشاء مزارع «ألبان الصافي»، ورحلة الأمير عبد الله الفيصل التجارية سجل طويل يحتاج لمزيد من مساحة النشر لتغطية جوانبه المتعددة.
فمنذ أن نال شهادة البكالوريوس من جامعة فريبو بسويسرا، مرورا بالمناصب الحكومية التي تقلدها، وحين تركها بعد أن عرف أنها تمثل المركزية والبيروقراطية التي نادى في وقت مبكر من حياته بابتعاد الفكر الوظيفي عنها، وحتى تفرغه للأعمال التجارية الخاصة، كانت تلك الرحلة التي بدأها بامتلاكه عددا من الشركات والمؤسسات الخاصة، كما عمل رئيسا لمجلس إدارة «أسمنت القصيم»، ورأس مجلس إدارة شركة «التكامل» الدولية للاستثمار التجاري المحدودة، ويرأس مؤسسة «التكامل» الوطنية للزراعة.
ويعتبر محمد العبدالله الفيصل من مؤسسي «مؤسسة الفكر العربي» وعضو مجلس الأمناء، بالإضافة لعضوية مجلس أمناء «مؤسسة الملك فيصل الخيرية». وكان محمد العبدالله الفيصل من المنتقدين لعدد من المؤسسات الاقتصادية الخاصة بالسعودية؛ حيث تطرق للبنوك السعودية في طريقة تعاملها مع العملاء، وطرح وجهة نظره، التي تتمثل في أن البنوك لا تسعى وراء العميل، بل العميل هو من يسعى وراءها، ويرجع السبب في ذلك لربحية البنوك بالنظر لحجم الأموال التي لديها، وما تجنيه من أرباح كبيرة.
وكان الراحل محمد العبدالله الفيصل من المطالبين والمنادين بوضع تشريعات اقتصادية تتفق مع المرحلة التي تمر به السعودية والمنطقة بأكملها، بل إنه كان يعتقد أن من أسباب تباطؤ النمو الاقتصادي محليا نقص التشريعات المنظمة، ويرى أن التشريعات المحلية الاقتصادية والتجارية ناقصة، وتحتاج إلى إعادة نظر لأن هناك تشريعات قديمة لم تتغير منذ عقود ماضية، وهناك تشريعات غير موجودة، خصوصا في الاستثمار مثل الرهن العقاري، بحسب وصفه، ويعتقد أن وجود مثل تلك التنظيمات سيحدث حركة تشجع المستثمر على الاستثمار. وأحدث محمد العبدالله الفيصل نقلة نوعية في التعامل الاستثماري الرياضي من خلال عمله إبان رئاسته النادي الأهلي في آلية تعزيز موارد النادي، إلا أنه صرح بعدم وجود استثمار رياضي محلي، واصفا ما تشهده الرياضة السعودية على مستوى الاستثمارات الاقتصادية بأنه لا يعدو استثمارا إعلانيا؛ فالشركات تعلن عن منتجها من خلال الأندية. بل إن محمد العبدالله الفيصل كان من أوائل المنادين بفصل الأندية الرياضية عن الدولة، من خلال تبني فكرة الخصخصة، وضخ الاستثمارات الحقيقية فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق