|
جدة: «الشرق الأوسط»
«مقادير يا قلب العنا، مقادير وش ذنبي أنا، مقادير وتمضي حياتي، مشاوير وأتمنى الهنا»، و«أنا راجع أشوفك سيرني حنيني إليك، أسأل عن ظروفك وتأثير الليالي عليك».. تلك الكلمات، لا يمكن أن تأتي على مسامع أي خليجي، أو سعودي تحديدا، دون أن يرددها مع مغنيها، لكن، الغريب في الأمر، أن الكثير لا يعرف من نظم تلك الأغنية التي دوت على مستوى العالم العربي لأجيال مضت، ولا تزال حتى الآن، من نظم وكتب تلك الأغنية التي تغنى بها «صوت الأرض الفنان الراحل طلال مداح»، ولم تكن تلك الأغنية هي المرحلة الوحيدة التي كانت تربطه بطلال، حيث اجتمع معه أيضا في أغنية «مرت» و«أغراب»، هو الأمير الذي رحل لربه أمس، محمد العبدالله الفيصل، بعد رحلة علاجية في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد صراع مع المرض دام لسنوات.
«مقادير يا قلب العنا، مقادير وش ذنبي أنا، مقادير وتمضي حياتي، مشاوير وأتمنى الهنا»، و«أنا راجع أشوفك سيرني حنيني إليك، أسأل عن ظروفك وتأثير الليالي عليك».. تلك الكلمات، لا يمكن أن تأتي على مسامع أي خليجي، أو سعودي تحديدا، دون أن يرددها مع مغنيها، لكن، الغريب في الأمر، أن الكثير لا يعرف من نظم تلك الأغنية التي دوت على مستوى العالم العربي لأجيال مضت، ولا تزال حتى الآن، من نظم وكتب تلك الأغنية التي تغنى بها «صوت الأرض الفنان الراحل طلال مداح»، ولم تكن تلك الأغنية هي المرحلة الوحيدة التي كانت تربطه بطلال، حيث اجتمع معه أيضا في أغنية «مرت» و«أغراب»، هو الأمير الذي رحل لربه أمس، محمد العبدالله الفيصل، بعد رحلة علاجية في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد صراع مع المرض دام لسنوات.
المتابع والمهتم بالحركة الشعرية في الخليج على مدى الخمسين سنة الماضية، لا بد أن يأتي خلال تتبعه لهذا الجانب من الثقافة المحلية البحتة على ذكر الأمير الشاعر محمد العبدالله الفيصل، حفيد الملك فيصل بن عبد العزيز، الذي عرف بحنكته وشاعريته وشدة بأسه. فهو يعتبر من أهم المساهمين في خدمة الحركة الثقافية والفنية بجانب الحركة الرياضية في العقود الماضية. تبنى العديد من الأسماء الفنية السعودية وصقلها فنيا منذ البداية إلى أن وصلت إلى مراحل متقدمة في عالم الأغنية العربية، ومنهم الفنان عبد المجيد عبد الله والفنان عباس إبراهيم، وتعاقد عن طريق شركة «التكامل» التي يمتلكها مع نجم سوبر ستار إبراهيم الحكمي وقدمه إلى عالم الأغنية العربية.
ولم يستطع أحمد القريبي مسؤول شركة «التكامل» تمالك نفسه حين تلقيه للخبر، حيث أجهش بالبكاء، وقال القريبي لـ«الشرق الأوسط»: «نزل الخبر علينا كالصاعقة، كان الأمير أبا حنونا في داخله قلب كبير كان يحتوي الجميع، تعلمت منه الشيء الكثير». وعن اهتمامه بالحركة الفنية والثقافية، قال القريبي: «فعلا كانت له مساهمات كبيرة في صناعة الأغنية السعودية، كان يوجه نصائحه دائما للجميع بعدم تشويه الأغنية وتقديم العمل القيم فقط، يحاول دائما تحفيز الملحن سامي إحسان والملحن سراج عمر وغيرهما من الملحنين الكبار للعودة وتقديم أعمال أصيلة ذات قيمة فنية من خلال الأصوات الفنية التي كان هو مكتشفها وداعمها الأول وهم عباس إبراهيم وإبراهيم الحكمي وأخيرا الفنان أنس الذي أقام له حفل تدشين ألبومه قبل شهرين في أحد فنادق جدة وكان هو آخر ظهور للأمير الراحل». ويمضي القريبي في حديثه قائلا: «كان رحمه الله مثالا للحكمة لم يكن مثل ما يشاع مقربا من طلال مداح وبعيدا عن محمد عبده بل بالعكس كان منصفا مع الجميع ومحبا للجميع وكان يقول في أكثر أحاديثه إنه يحب الاثنين معا». ارتبط فنيا في السنوات الماضية بالشاعر والملحن الأمير بندر بن فهد بن خالد وكونا ثنائيا فنيا جميلا، وقدم من خلال شركة «التكامل» والاستديو الذي أنشئ في القاهرة قبل سنوات قليلة العديد من الأعمال الغنائية. وشاءت الأقدار أنه لم يستطع إكمال قصيدة كتب مطلعها قبل مغادرته إلى نيويورك ويقول مطلعها: «كل شي جايز وممكن إلا وصلك مستحيل ياللي ظالمني بضنك وانت ما عندك دليل»، وهي حسب ما قال أحد مقربيه خالد أبو منذر كانت لأحد الفنانين المعروفين، ولكنه فضل عدم ذكر اسمه.
محمد العبدالله الفيصل، الشاعر والأديب والأمير، الذي رحل صباح أمس في الولايات المتحدة الأميركية، لا يمكن أن تكون حياته الشعرية ذات تأثير محدود على الحركة الشعرية النشطة على مستوى منطقة الخليج، فهو الشاعر الذي كتب نثرا، وتغنى بتلك الكلمات «صوت الأرض»، الفنان الراحل طلال مداح، ولا تزال تلك الكلمات تعيش في نفوس أبناء منطقة الخليج، وربما العالم العربي بأسره.
الأمير محمد العبدالله الفيصل هو الابن الثاني للأمير عبد الله الفيصل، ولد عام 1943 ميلادية بمكة المكرمة، والده الأمير عبد الله الفيصل، ووالدته الأميرة الجوهرة بنت خالد بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود، تأسس تعليميا في المدارس النموذجية بالطائف، حتى أنهى المتوسطة، وكانت عائلته تقيم آنذاك بمكة المكرمة، وكان لا يرى أهله إلا مرة واحدة في الشهر، لأن والده كان حريصا على تعليمه تحمل المسؤولية مبكرا.
نشط خلال الأعوام القليلة الماضية الأمير محمد العبدالله الفيصل في الحركة الرياضية في المملكة، حيث عمل رئيسا لسنوات للنادي الأهلي في جدة، هذا بالإضافة إلى اهتماماته الأخرى، كالشعر، والعمل التجاري، ويعتبر خبيرا في الرياضة السعودية، وأحد الداعمين الحقيقيين للرياضة السعودية بشكل عام والأهلي بشكل خاص.
هو رائد للرياضة المدرسية من خلال عمله السابق في وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم حاليا)، قدم الكثير للنادي الأهلي، وترأس الأهلي مرة واحدة فقط، عندما يذكر اسم الأهلي لا بد من ذكر اسم الأمير محمد العبدالله الفيصل، كان الرجل الإنسان كرجل أعمال ورجل رياضي قدير، وقدم الكثير من الأعمال الخيرية وساهم في تطوير الرياضة السعودية.
عرف عنه في النادي الأهلي التنظيم والتخطيط، وله كثير من الأعمال التي لا تنسى، وكان له دور إيجابي في جيل التسعينات الذهبي، وكان سببا في تسمية الفريق الأهلاوي بغرفة الرعب، عرف عنه رحمه الله كونه رجلا اجتماعيا متواضعا محبا لكل الناس.
أسس خلال السنوات القليلة الماضية، مؤسسة فنية تعنى بالإنتاج والتوزيع الفني، وعمل هو بذاته على كتابة ونظم شعر نبطي تغنى به عدد من الفنانين المنتمين إلى تلك الشركة، وبرزت أسماء خلال السنوات الأخيرة الماضية، كان يقف وراءها محمد العبدالله الفيصل ووقف داعما ماليا وشعريا ونفسيا وراء نجاحها.
ذهب محمد العبدالله الفيصل ولن ينتهي ذكره، فقد زرع كثيرا في نفوس أبناء الوطن، وسيبقى الجيل الحالي يتناقل ذكره حتى ينقله عنه الجيل المقبل، كما تناقل الجيل الحالي عن الجيل الذي سبقه، ما سطره العظماء من شعر وأدب ونثر لا يزال باقيا في نفوس هواة هذا النوع من الأدب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق